Tuesday, 5 January 2010

المخاض العسير

منذ أكثر من عامين واللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس لحركة " فتح " وهي تجتمع معطية الآمال بانعقاد المؤتمر ، بعد غياب امتد لعشرين عاماً ، وقعت فيه احداثاً جساماً يجب تقييمها والوقوف عليها ، والوصول الى برنامج سياسي يقود الحركة الى تحقيق أهدافها والوصول بسفينتها الى بر الأمان . .. ان حركة " فتح " وللمرة الأولى منذ انطلاقتها ، تمر وتعيش في خضم عاصفة هوجاء ، - كسفينة تتلاعب بها الأمواج العاتية – بلا ربان يدير دفتها ليخرج بها الى صراط المسار ..، سفينة استولى عليها مسافر ( يمكن ان يقود أي شيء الا سفينة ) ، فهو لم يسبق له ان ركب السفينة .. بل كان دائما يراقبها من على الشاطيء !! ، ولكن شاءت الظروف – وحظ السفينة السيء – ان يركبها ويستولي على دفتها ،، والأمر الذي زاد الطين بِلَة ، انه تخلّص من طاقمها ، واستعاض عنهم بعدد من ركابها الذين اعتلوا سطحها برحلة تجارية أو سياحية في احسن الأحوال !! . .. نعم هذا هو وضع حركة " فتح " الآن ، ولكن .. هل سيكون المؤتمر السادس هو المنقذ والمخلّص ؟ وهل سيعيد السفينة الى مسارها والى من يستطيع قيادتها ؟؟ .. هل سيكون مؤتمراً سياسياً بامتياز ، أم .... مؤتمر انتخابات .. و ... أمرك سيدي والسلام !!؟ .. ان استمرار الوضع القائم وقيادة السفينة بهذا الأسلوب العقيم سيؤدي حتماً الى اصطدام السفينة بجبل الجليد وتحويلها الى اشلاء متناثرة .. ان ماتقدمت به اللجنة التحضيرية للمؤتمر من مقترحات للبرنامج السياسي والنظام الداخلي ، هو دفع بالسفينة الى الجبل الجليدي .. ان المتابع لمسيرة الحركة يرى انها حركة ثورية قادت النضال الفلسطيني بل والعالمي ، ولكن اثناء مسيرتها علقت بها يعض البؤر الصغيرة من العفن ولم يتم التخلص منها مما أدى الى انتشارها حتى أصبح الناس لايرون سواها !! لقد كان أملنا كبير في المؤتمر السابق ( الخامس ) ، وأن يؤدي انتخاب جيل من الشباب للجنة المركزية والمجلس الثوري الى نفض العفن عن جسم الحركة والنهوض بها الى مستويات الصراع التي تتناسب مع حجم الأحداث ، ولكن تبين لنا أننا أضفنا مزيدا من الأسماء التي بقيت مجرد أسماء لا حول لها ولا قوة ، بل وفي بعض الحالات استقطبت حولها مزيدا من العفن ..! .. ان العاقل يتساءل : كيف يمكن ان يمر على حركة ثورية كفتح كل هذه الأحداث والمصائب ، ولا تُشكل لجنة لتقييم المرحلة والوقوف عليها ؟! .. كيف يتم اتخاذ قرارات مصيرية للحركة ومستقبل القضية ولم نسمع من يقول : دعونا نراجع ونقيّم قراراتنا للوقوف على ايجابياتها فنستمر أو سلبياتها فنعيد النظر ؟! .. هل مارس المجلس الثوري صلاحياته يوماً فساءل وحاسب اللجنة المركزية ..؟؟! .. لقد تعودت اللجنة المركزية ان تقدم في كل دورة للمجلس الثوري تقريرا ، أقل ما يمكن ان يوصف به أنه تقرير صحفي قاصر ، لا يغني ولا يسمن من جوع .. ، وهل ننسى الطريقة التي استهان بها د . نبيل شعث بكوادر الحركة حين قدم لنا شرحا لأتفاقية أوسلو ، بشكل أقل ما استطيع ان أصفه به ( أنه قدم لنا شرحا لأتفاقية بلاد الواق واق ، حيث لا علاقة لها باتفاق اوسلو .. ،، وعندما سألني بعض الأخوة في عمان عن اتفاق اوسلو ، أجبت بانه حسب ما شرح د نبيل شعث فان فيتنام يجب ان تحسدنا على ما حققناه من نصر ، وان الولايات المتحدة يجب ان تفخر بانسحابها المشرف من فيتنام !!! .. أحداث خطيرة مرت على الحركة – من اغتيال قادتها ووفاة البعض ، انتقال الجسم الرئيسي للحركة الى الضفة والقطاع ، قيام الحكم الذاتي المحدود ، دخول الرئيس الى الوطن ، وقف الكفاح المسلح بل واعتباره خارج عن مباديء الحركة ، اجتياح الضفة الغربية وحصار الرئيس ، اغتيال أهم قادة الفصائل ، اغتيال الرئيس ، الأقتتال الداخلي ، وأخيرا الأنقسام الفلسطيني !!! . .. بعد كل هذا نسمع أقاويل كثيرة حول مكان وزمان انعقاد المؤتمر ، والتوجّه بقوة لعقده في أحضان الأحتلال ، بحجة ان الدول العربية ترفض استضافته على أراضيها !! .. لقد تبجح أحدهم بأنه بتكليف من الرئيس طلب من الحكومة الأردنية السماح باستضافة المؤتمر على أراضيها – مع التوصية بعدم قبول الطلب - !! ؟؟ .. هل طلب من مصر الشيء ذاته ليقال ها هي مصر صاحبة الصدر الدافيء على مر التاريخ تنبذكم ، وها هي الأردن توأمكم تنبذكم أيضا وترفض استضافتكم ..، ولم يبقى أمامكم سوى الأم الحنون ( اسرائيل ) فليعقد المؤتمر برعاية أنصار الشعب الفلسطيني وأحبائه – نتن ياهو وليبرمان !!!!!!!!!! .. ان المؤتمر السادس ليس اجتماعا لجمعية خيرية ، وليس اجتماعا ليقرر فيه مصير مباراة رياضية أو تصويتا على سوبر ستار ..! ، بل انه اجتماعا يقرر ويتداول فيه مصير خمسة عقود من العمل والعرق والشهداء والجرحى ، ومصير آلاف الأسرى في سجون ليبرمان ونتنياهو ..! مصير امة ، وتاريخ اكبر من الذين يتجاهلوه ..؟!! .. ان الأستهانة بمكان انعقاد المؤتمر ، هو محاولة للضحك والأستخفاف بالعقول !! فما هي اهمية المكان ؟؟ ...... بكل بساطة كيف يمكن عقد مؤتمر لحركة – تحرير – تحت رعاية المحتل !! ؟ ، أم انها اشارة تطمين للمحتل مفادها اننا لن نقاومك ، ولن نعاديك !! وكيف نعادي من رعانا ورعى مؤتمرنا ؟؟!! ايها السادة لا تستخفوا بعقول ابناء الفتح ، ولا عقول هذا الشعب العظيم ،، !! ابها الفاقدين للبصيرة .. لا تغرنكم قوة نظركم طالما قلوبكم غُلف ، لا تنفعكم قوة بصركم ما دمتم بلا بصيرة ........! أما الآن .. ، وبعد هذا المخاض العسير : ماهو مصير المولود ؟ ، وهل سيولد طفلا مُعافى يقوى على الحياة وحمل أعباء المستقبل ،، أم سيُقال تمخض الجبل فولد فأراً ؟!؟!؟!؟ وانها لثورة حتى النصر

0 comments:

Post a Comment

شات العاصفة

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More