نضال الفتحاوي

- ..نضال الفتحاوي- شاب فلسطيني في مقتبل العمر ، ربما هو كذلك أو رجل بين الأربعين و الخمسين ربما هو كذلك ، و قد يكون كهل شارف السبعين من العمر و جد لأحفاد .. ربما هو كذلك .! .. ليست هذه هي القضية ،المهم أن نضال هذا.. يحمل في صدره قلب فلسطيني و انتماء فتحاويا أصيلا ، و أي فرد من أبناء الشعب يقسم بكل الثقة إن نضال فتحاوي حتى نخاع العظم .. و لا مجال للنقاش في هذا أو التشكيك فيه ، و ليس ذلك فحسب ، بل شاهده الجميع و سمعه وهو يدافع عن فتح – عما آمنت وآمن هو به - أو عما اضطرت و اضطرهو له . ! .. المهم أن نضال فتحاوي ، و يدافع عن فتح سواء اصابت أم اخطات ، و يستطيع نضال إن يجعل المجتمع الدولي و الإقليمي ، و حتى الوضع الداخلي الفلسطيني أدواةً له في الدفاع عن صواب فتح وعن أخطائها , .. ونضال شديد الإحساس بالانتماء لدرجة القهر ، و يستطيع أن يتذكر أسماء الكثيرين من شهداء الحركة و نماذجها المشرقة ، و هو يؤمن أن هذا النوع من الرجال هم أبناء الحركة وعنوانها – وهنا بالذات يصاب نضال بالارتباك – فهو لا يرى فيما يرى أبو علي إياد أو كمال عدوان ورفاقه أو ماجد أبو شرار أو سعد صايل أو أبو جهاد أو أبو عمار وغيرهم ، ! ونضال يعلم أنهم جميعا شهداء ، ولن يراهم فيحترق بالسؤال ..!! غابوا أشخاصا فهل غابوا نهجا و رؤيا . فان غاب النهج و الرؤيا فما تكون هذه الحركة – هل هي فتح – ؟ وإذا كانت هي فما رؤيتها و ما نهجها ؟ وهل يستطيع هو أن يدافع عن النهج و الرؤيا كما كان يفعل !؟. يلسعه انتماؤه و تاريخه و ذكرياته فيهز رأسه و يقول أنها فتح ، ولكن الزمان غير الزمان و الرجال غير الرجال,.. و يقنع نفسه بأن القادم أفضل ، و أن الرجال كذهب وان علاه الغبار ، فجوهره ذهب !!. يجبر نفسه على الاقتناع ولكنه لايجرؤ على الوقوف أمام المرآة . .. نضال يعاني منذ بضعة أشهر كابوس من نوع جديد قديم ، شخصه أبناء الحركة أمثاله ، انه حالة قهر وإحباط ذات مستوى اعلي من المعتاد مرتبطة بحلم أو هلوسة انعقاد المؤتمر العام السادس للحركة. ، فقد اتفق مشرق فتح و مغربها على أن المؤتمر العتيد سيعقد. اين ؟ في نقطة ما بين الصين و المغرب – وهذا أمر أكيد وان المؤتمر سيعيد الأمور إلى نصابها – وهذا أمر أكيد آخر و إن المؤتمر سيشكل انطلاقة جديدة للحركة – أكيد أيضاً و إن زمن المؤتمر قد أزف – أكيد آخر ----- وهكذا بلغ عدد الاكيد عشرون أو خمسون وربما سبعون أكيدا ، فهذا ما اتفق عليه ومنذ سنين مشرق فتح و مغربها و كل القبائل و العشائر فيها .. حتى شذاذ الأفاق و ركاب الباصات والمتسلقون و محترفوا الاكروبات فقد اجمعوا منذزمن وابلغوا نضال بكل وسائل الإعلام أنهم أنجزوا المطلوب و اتفقوا على ما قد أسلفناه . يعلم نضال العشرون أكيدا أو السبعون -لا بهم - و يستطيع إن يعددها عن ظهر قلب كالطالب المجتهد..، ولكن ما لا يعلمه نضال ويبدو أنه لن يعلمه أيضاً ، هو من سيمثله في المؤتمر العام ! من الذي سيتحدث باسمه و يدعي انه يحمل رؤيته ؟ ونضال منذ الكرامة - مرورا بالخروج الأول - إلى الثالث - والانتفاضة الأولى والثانية - وأسلو وخارطة الطريق و الجدار الواقي - والانقلاب وانابولس - وحتى جلسات الحوار....... يا الهي منذ عصور لايعلم من هو مسؤوله التنظيمي !!؟ و لم يلتقي يوما مسؤولا يدعيه ، رغم انه- أي نضال- يعرف كل أعضاء اللجنة المركزية و المجلس الثوري و حتى السفراء و سائقيهم وبعض المخبرين ، ومع ذلك لا يعلم من هو مسؤوله !! - اكتشاف خطير- فتح هي نضال أو نضال هو فتح ولا شيء آخر, بدأ نضال يصاب بالمغص و بقي لايجرأ على الوقوف أمام المرآة . .. بالأمس القريب فوجئ نضال بأصدقائه من أبناء الحركة ، ممن يثق بهم ويثقون به .. يخبرونه أن مسؤولا ما بالحركة يبلغهم و يتواصل معهم ، طمأنهم أن نضال سيمثل بالمؤتمر بالعدد الذي يحب من ستماية عضو حتى الإلف والخمسماية ، و إذا أحب ألفان وخمسماية ( بالكثرة بركة ) على قياس جدته اللاجئة , ونضال